أكمل معاكم المغثه ..
دراسات ونتائج
وبناءا على ماورد من دراسات في تقرير منظمة السلام الأخضر البيئية العالمية حول مرادم النفايات فقد أكدت وكالة حماية البيئة الأميركية ( US EPA ) على وجود ما يزيد عن 200 تركيبة مختلفة من المواد الكيماوية في مرادم النفايات ، يضاف إلى ذلك ما خلصت إليه الدراسة التي قام بها القسم الصحي التابع لمدينة نيويورك عام 1998 على مرادم النفايات والتي أكدت بأن النساء اللواتي يعشن قرب مطامر النفايات الصلبة حيث تنبعث الغـازات والروائـح الكريهة منها لديهن إمكانيـة الإصـابة بسرطان المثـانة وسرطـان الدم ( اللوكيميا ) بنسب تزيد أربع مرات عن الأشخاص العاديين كما كشفت الدراسة عن حدوث سبعة أنواع من السرطانات لدى الرجال والنساء الذين يعيشون قرب مرادم النفايات حيث تتسرب الغازات في الهواء هي اللوكيميا وسرطان الرئة وسرطان الكلى وسرطان المثانة والرأس وليمفوما الكبد .
هذا وقد أفادت دراسة أخرى قامت بها وكالة حماية البيئة الأميركية حيث تم فحص 593 مردم للنفايات في حوالي 339 مدينة أمريكية فتبين إرتفاع نسب الإصابة بسرطان المثانة والرئة والمعدة والأمعاء وفي المانيا ظهرت نسبة مرتفعة من الإصابة بسرطان الدم قرب مردم للنفايات في شمال راين – وست فاليا هذا وأشارت مجلة راشيل البيئية والصحية الاسبوعية في أحد تقاريرها إلى أن اللوكيميا وسرطان المثانة هما من اكثر أنواع السرطان إنتشارا بين السكان القاطنين قرب مرادم النفايات إستنادا على ما أثبتته التقارير العلمية العالمية.
وفي دراسة جرت عام 1998 من قبل علماء في مدرسة لندن للصحة والطب ركزت على 21 مردم للنفايات في كل من بلجيكا وفرنسا والدانمارك وإيطاليا والمملكة المتحدة تبين للعلماء بأن هناك 33% زيادة في خطر الولادة ناقصة النمو للأطفال المولودين من أمهات يعشن ضمن مسافة 3 كم بعيدا عن مرادم النفايات ، وأعتبرت منظمة أصدقاء الأرض البيئية العالمية هذه الدراسة بالمرعبة وطالبت بإعتماد نشرة التلوث الواضحة المطبقة في الولايات المتحدة والتي يتم من خلالها إعلام الناس عن نوعية
ومكان مرادم النفايات ومدى خطورتها .
ومكان مرادم النفايات ومدى خطورتها .
الكويت ومرادم النفايات
إن الخريطة البيئية للكويت تؤكد بأنها مطوقة بمرادم النفايات من شمالها حيث مردم نفايات الجهراء إلى جنوبها حيث مردم نفايات الوفرة ومن شرقها في جزيرة فيلكا إلى غربها في منطقة كبد ، ويبلغ عدد مرادم النفايات في الكويت ستة عشرة مردم للنفايات جميعها خطرة وتقع إما في وسط المناطق السكنية كمردم نفايات القرين أو بالقرب منها.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقلل من آثارها البيئية والصحية حيث ثبت أن بلدية الكويت لم تطبق أي إجراء إحترازي خلال ردم النفايات في هذه المواقع بل إن العديد من هذه المرادم إحتوت على نفايات خطرة للغاية كالنفايات الطبية وبطاريات السيارات ذات الخطورة الشديدة على التربة والمياه الجوفية والكثير من المواد الكيماوية والأصباغ والدم وبرك النفايات السائلة أيضا .
وتنتج الكويت 3000 الآف طن يوميا من النفايات المختلفة والتي تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي لدفنها ، كما أثبتت الدراسات أن الكويت تخسر سنويا في سبيل دفن هذه الأطنان من النفايات أراضي بمساحة منطقة النزهة ، وإذا أخذنا في الإعتبار ندرة الأراضي والحاجة إلى تخصيصها أساسا للطلبات الإسكانية ولمشاريع التنمية إضافتا إلى الآثار الإقتصادية والإجتماعية الخطرة للأساليب الإستهلاكية الخاطئة التي ينتهجها المجتمع والتي تنتج هذا الكم الضخم من النفايات فإننا نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية بحاجة إلى حل عاجل لها.
مردم القرين
مردم القرين أشهر مرادم النفايات في البلاد وبدأت مشاكله بالظهور نتيجة للنمو السكاني السريع والتوسع العمراني وبناء شبكات الطرق السريعة فقد تم إستخراج كميات كبيرة من الصلبوخ والرمال لأغراض البناء والدفان من مناطق واسعة في البلاد ، وكانت منطقة القرين إحدى مناطق إستخراج الرمال ( دراكيل ) في ستينيات القرن الماضي حيث خصصت لذلك بلدية الكويت عدة حفر ، وقد كان على البلدية خلال هذه الفترة التعامل أيضا مع النفايات المنزلية وغير المنزلية والتي كانت تزداد يوما بعد آخر فعمدت البلدية إلى إستغلال الدراكيل المهجورة لدفن النفايات فيها وكانت حفر القرين إحدى هذه المناطق. وقد برزت مشكلة مردم نفايات القرين حينما قررت الهيئة العامة للإسكان تنفيذ مشروع القرين الإسكاني الذي يحوي على ما يقارب 12 الف وحدة سكنية حيث تم إخطار مجلس حماية البيئة بتاريخ 24/8/1988 بوجود النفايات في المناطق المخصصة ، وقد قدر حجم النفايات المدفونة في مردم القرين الذي توازي مساحته مساحة منطقة النزهة بحوالي خمسة ملايين متر مكعب من النفايات .
ورغم ثبوت مخاطر هذا المردم للجهات الحكومية في بداية تنفيذ مشروع القرين الإسكاني إلا أنه لم يتم إتخاذ أي إجراء إحترازي لحماية قاطني المنطقة مستقبلا وهو ما حدث بالفعل حيث عانى سكان منطقة القرين من مشاكل صحية وبيئية جمة جراء التلوث والروائح التي كان يطلقها هذا المردم يضاف إلى ذلك إنفجاره وإندلاع النيران فيه أواخر العام 1988 بسبب إزدياد معدل تحلل النفايات والتي ينتج عنها غاز الميثان القابل للإحتراق حيث إستغرق رجال الإطفاء مدة 24 ساعة لإطفائها ولم يتمكنوا من إطفائها إلا بعد تغطيتها بكميات من الرمال ، كما ظلت مخاطر التسرب الأفقي لغاز الميثان تشكل هاجسا مؤرقا لقاطني المنازل القريبة من المردم حيث أن الغازات الناتجة عن التحلل إن لم تستطع التسرب بالشكل العمودي والإنطلاق في الهواء وتلويثه فإنها تنطلق بالشكل الأفقي والتسرب إلى المنازل المجاورة الأمر الذي يهدد بنسفها إن تسرب لها غاز الميثان.
ورغم المعالجات التي قامت بها الهيئة العام للبيئة للموقع إلا انها لا يمكن أن تجزم بسلامة الموقع حيث ان ما تم معالجته هو جزء بسيط من الموقع فقط ، وبطبيعة الحال فإن عملية المعالجة يجب ان تصاحبها دراسة للحالة الصحية والنفسية للأسر المجاورة للمردم وحساب معامل الخطورة ( Risk Factor ) والذي يعرف بأنه عدد الحالات التي من المحتمل أن تصاب من مجمل العدد الكلي المعرض للتلوث الناتج عن مرادم النفايات .
ومشكلة مردم القرين وما تتعرض له الأسر المجاورة له من تأثيرات صحية وبيئية خطيرة هي نفس المشكلة التي تعرضت لها مدينة سياتل الأمريكية حينما تم إقامة 1000 وحدة سكنية حول موقع لردم النفايات المنزلية وكانت تبعد هذه الوحدات عنه حوالي 600 متر ، إلا أنه وبعد مرور سنة واحدة فقط لوحظ وجود تراكيز مرتفعة لغاز الميثان ذو القابلية للإنفجار في الوحدات السكنية القريبة مما أضطر الحكومة إلى شراء 11 وحدة سكنية كانت مهددة بحدوث الإنفجارات فيها. وأيا كان نوع الإحترازات والحلول المطبقة لمعالجة موقع نفايات القرين فإنها لن تحل المشكلة بالشكل المطلوب خصوصا بعد ان تم تجاهل الحالة الصحية للأسر القاطنة بقربه طوال السنوات الماضية .
مردم نفايات صبحان
يقع هذا المردم ضمن المنطقة العسكرية في منطقة صبحان المقابلة لمنطقة القرين السكنية ويحوي أنقاض بناء ونفايات منزلية وقد بدأ العمل به عام 1984 وأغلق بإيعاز من وزارة الدفاع بدوافع أمنية وصحية عام 1990 ، إلا أن هذا الموقع شريك في حادثة تلويث الأجواء الكويتية عام 2001 حينما سمحت البلدية بموافقة الهيئة العامة للبيئة لإحدى الشركات بإعادة فتح الموقع لإستخراج المعادن المدفونة فيه وهو ما يخالف الإشتراطات والمعايير البيئية حيث إندلعت النيران في الموقع وإنتشرت الروائح الكريهة وسحب من الغازات الملوثة التي غطت العديد من من مناطق الكويت لأيام عدة قبل ان تتدخل الجهات المعنية لإطفاء هذه الحرائق .
مردم نفايات جليب الشيوخ
هذا المردم بدأ العمل فيه عام 1984 وأغلق في عام 2001 بعد أن إشتعل ويعتبر النسخة الجديدة من مردم نفايات القرين فهو بالقرب من المنازل حديثة التوزيع في منطقة جليب الشيوخ أو ما تسمى غرب الجليب وهو أيضا إشتعل بنفس الوقت الذي إشتعل فيه مردم نفايات صبحان في عام 2001وكانها كانت ثورة المرادم لتعلن خطورة محتواها على البيئة وصحة المجتمع .
ناقوس الخطر
حينما ندق ناقوس الخطر ونطالب بالحذر فإننا لا نكون مبالغين فالكويت محاطة بستة عشرة مردم للنفايات جميعها مخالفة للإشتراطات البيئية والصحية ، يضاف إلى ذلك عدم تطبيق الأساليب العلمية الحديثة في معالجة النفايات الصلبة التي ينتجها المجتمع بجميع جهاته وفئاته مع ضعف دور الهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت ووزارة الصحة في معالجة هذه القضية الخطيرة للغاية ، فإننا نجد ان المستقبل مأساويا في حال تم الإستمرار في تجاهل حل هذه المشكلة.
ما ألومهم ليه قالو عنا متخلفين ..
كل الناس للأمام .. وحنا للخلف دورررر !!
No comments:
Post a Comment